ا السلام عليكم اخوتي الاعزاء في منتدانا منتدى الشنافية
اود ان اشارككم فيه بهذه المقالة المتواضعة ارجوا ان تنال قبولكم,وادعوكم ان تضيفوا تعقيباتكم مع الشكر والتقدير
هل الشعوب اليائسة تبني دول؟
اليأس هو حالة ضعف الارادة وقلة العزيمة لدى الفرد نتيجة إستمرارعدد الاحباطات ,وهو عنصر سيء يجعل من الفرد في دوامة من قلة الهمة والعزوف عن العمل والابداع ,واليائس هو مقابل الامل, أما تأثيره السلبي على المجتمع فيزداد طرديا كلما إنتشر وتعدد بين أفراده, فكلما إزدادت عدد الاحباطات المستمرة تفشى ضعف الارادة وقلة العزيمة فتنعكس تاثيرات ذلك في الحد من الحركة والعجز في مواجهة مشاكل الحياة وتضييع كل الحلول لتغيير الواقع الهزيل والتشاؤم من كل ماهو قابل للحل.
وهذه الحالة بحد ذاتها كارثة كبيرة اذا ما حلت بأمة من الأمم فلا يحتمل منها أي إصلاح او إنفراج في مجمل نواحي الحياة ,فالأمة التي يسودها اليأس هي كالميتة لاتستحق العيش لانها لو عاشت فستعيش لتأكل فقط!! أو تعيش على نعيم الماضي وأمجاده ومنجزاته, إن كان لها ماضي فعلا.
فالذي يتركه اليأس من تاثيرات سلبية على جوانب عديدة في حياة المجتمع يجعل من افراده عرضة للانطوائية وغاية في الظلامية البائسة,ينكفؤون فيرسمون صورا سلبية سيئة لانفسهم ,وينظرون نظرة حسنة إيجابية الى بقية الامم بأنها أرقى وأحسن إبداعا مشيدين لشخوصها نصبا مقدسة ووصفا لأجمل وأبها صورة,(ولابأس من إتخاذ تلك الصور كقدوة للبناء والابداع) بشرط ان لاتطمس الهوية الشخصية للشعب .
فأين نجد واقعية ذلك ؟ لايخفى لأحد منا إنها تجسدت في الواقعين الاجتماعي والسياسي بالدرجة الاولى الذين نعيشهما يوميا وبمرارة, فمنذ زمن بعيد دأب العراقي في العيش على الآمال والتمنيات لتحقيق ما يصبو اليه من أهداف سامية له ولاجياله, فكافح مجتهدا بإصرار على مقارعة الصعاب ومضحيا بكل ما هو غال ونفيس ليثبت إنسانيته وأحقيته في هذه الارض, ولكي تعترف بقية الامم بمنجزاته الابداعية وحضارته الاولى ..وهو كذلك ..الا انه حاول وبمرارة في كل فترة من فترات تاريخه كسب الحاكم الى جانبه واستمالته للتعاقد معه لانجاز مسيرته نحو الحرية والرفاهية أسوة ببقية الشعوب أو على أقل تقديرحاول كسب إعترافا منه لابسط أبجديات حقوقه الانسانية ليعتز بها في كل منجز من منجزاته,أو مطلبا من مطالبه المشروعه!! الاإنه في كل مرة يجد الحاكم وكأنه صخرة صماء تكسر كل معاول الخير البناءة لاجل الاعماروالبناء والرقي, ومع ذلك يستمر الشعب متحديا يلملم جراحاته ويثبت أركانه ويرسخ صموده متصديا لكل محاولات الهدم المتكررة من قبل الحاكم .. ويستمر الصراع الى أمد غير مكتوب أما غالبا أو مغلوبا ,وأغلب الاحيان نجده مغلوبا يجر أذيال الهزيمة والخذلان وباشكال متعددة بسبب الظلم وسحق حرياته ونهب ثرواته واستخدامها لغير صالحه ,تلك الاحباطات المتكررة في كل الحقب التاريخية,جعلت منه ينفر من كل شيء اسمه وطن ودولة !!!وأنسى نفسه إسم التصالح مع الحاكم.
وعند سعيه التصالح مع من إنتخبهم في السنوات الاخيرة وأوصلهم الى دست الحكم كي يشرعوا القوانين وينفذوا له مايشرع لمتطلبات العيش اللائق واللحاق بركب الامم أو على الاقل مواكبة بعض الشعوب المجاورة ,لعله يستثمر تلك التضحيات التي ناضل من أجلها أسلافه الذين قدموا ماقدموا من دماء زكية, الا إن كل تلك الاماني ذهبت أدراج الرياح!!, فعاد ينفض يديه ممن إنتخبهم لأنهم فشلوا فشلا ذريعا في تحويل أموال الشعب الطائلة الى مشاريع خدمية تصب لصالحه ,فلا نعلم لماذا لم يتنعم هذا الشعب بخيراته الوفيرة لحد الان؟ ثم أين صرفت وأين ذهبت؟ولماذا لايزال يعيش العراقي تحت خط الفقر بعد السقوط وانتهاء الحصار؟, أليس من العار على السياسيين أن نجد مدن الصفيح تتقاذفها الاتربة ؟ أليس من العار عليهم ان نجد العراقي يتصبب عرقا في كل صيف لاهب جراء عدم توفر الكهرباء والتي صرف من أجلها المليارات اُثقلت ميزانية الدولة ؟ الى أين يتجهون بهذا الشعب المسكين؟ ثم ألم يكن معظم هؤلاء السياسيين قد ظُلِموا وهُجّروا وسُجِنوا ؟ فلماذا عادوا فأسسوا قواعدا للظلم؟
هذا الشعب قد أقترب من حالة اليأس التي وصفت سالفا..والسؤال هو, هل سيصل حال الشعب العراقي الى ماوصل اليه الشعبين الافغاني والصومالي من حالة التردي والتشرذم والطريق المسدود في بناء دولة ؟ ,أليس حالة الاستخفاف والاستهانه المستمرتين بحق الشعب من قبل الحاكمين والمتسلطين أدى الى خلق حالة الاحباط واليأس جراء تصرفاتهم غير المسؤولة؟ فهون العزيمة وضعف الابداع وتكبيل الايادي عن العمل وإطلاقها للجريمة وإشاعة الفساد الاداري وتفشي الرشوة في كل الدوائر الحكومية,أصبح طعما مرا يتجرعه العراقي بتصبر كل يوم!!!, ,هذه الظواهر السيئة بانت وظهرت للعيان وأخذت تتفشى داخليا في ظل الوضع الحالي المتردي ,ومع كل الاسف وضِعَ العراق بلد الحضارات بمستوى حال الصومال فاليأس لدى كلا الشعبين هو حالة مشتركة بينهما, وأغلب الظن سوف يتلاشى إسم الدولة معنى ومفهوما وواقعا في أذهان هذه الشعوب,ولعل القاري الكريم يعترض علينا بان شعب العراق ليس كالشعبين الافغاني والصومالي , أقول وبمرارة إن بقي هذا الوضع المتردي كحاله, وبقي هذا الاستخاف والاستهانه بالشعب العراقي باستمرار, فسيكون مصير شعبنا أسوأ حالا من الشعبين الافغاني والصومالي مع كل الاسف!!! والسبب هوإستهانة أصحاب السلطة والقرار بمقدرات الشعب وإبتعادهم عن السهر لحقوقه وخيانتهم الامانة التي أوكلها لهم ,فاتجهوا للصراع حول المناصب و الاستحقاقات وغيرها من أمور لاتصب في صالحه,هذا التهاون والتعطيل لمجمل برامح الدولة جاء متسقا مع الارادات والاجندات الخارجية للدول المجاورة و الاجنبية ومصلحتها في بقاء حالة التردي للشعب العراقي مستمرة ,هذا مما لايخفى للقاصي والداني, وأصبح سياسيينا مقصرين متفرجين لما يجري من استهداف مصالح الشعب العراقي والبعض يتعمدون في اهمال مصالحه الاساسية, لذلك تحتاج عقولهم الى كيٍّ وتغيير لنمط التفكير وتغيير للوجوه المتخاذله بوجوه نظيفة تنظر نظرة جديدة واستراتيجية تضمن مصالح الشعب العراقي بالدرجة الاولى ,وإلا فان الشعب محبط جعلته تلك الدواهي يفكك كل لفظة (دولة) ليجردها من معانيها الحقيقيه والمجازيه , وعلى الشعب أن يبتهل الى الله بالفرج لظهور المخلص.
zzmh_4@hotmail.com